عرض المقال
الحياد خيانة
2013-07-02 الثلاثاء
يصرخ الإخوان من على منصة إمارة رابعة العدوية، ومن خلال شاشة «25» الناجحة نجاحاً منقطع الجماهير وصحيفتهم التى لا يقرؤها إلا محرروها بأن الإعلام المصرى، ويقصدون بالطبع الفضائيات الناجحة الجذابة، غير محايد، وبالطبع هم يقصدون بالحيادية أن وجهة نظرهم فقط هى التى لا بد أن تصل وتتغلب وتسود، لأنهم الفرقة الناجية ذات الدم الأزرق، وأنا لو أمتلك فضائية لن أكون محايداً الآن، لأن الحياد خيانة فى ظل «الإخوان» وزمن «الجماعة»، لا حياد بين شعب وعصابة، لا حياد بين احترام قانون وإهدار قانون، لا حياد فى دم، لا حياد مع تنظيم دولى سرى يضع الحمساوى فى مرتبة أفضل من المصرى اللاإخوانى، لا حياد مع من يقف على منصة يطلب الناس للشهادة فداء للإخوان ويسب الجيش ويعشق الدم ويمجد القتل، لا حياد مع من يزيف وعى الغلابة بأنه يسعى للمشروع الإسلامى، وبأنه هو الإسلام، وأى إسقاط له هو سقوط للإسلام!! وهو الذى شوه صورة الإسلام وأهان العقيدة وشجع القتل على الهوية، لا حياد مع من يدوس على القضاء ويحرض ضده، وكيف تطلب منى أن أكون محايداً وأنت طوال الوقت تسعى لتكميم فمى وخنق صوتى وإغلاق قناتى التى تهرول للجلوس فى استوديوهاتها والتصوير أمام كاميراتها؟! أيها الإعلاميون لا ترهبكم فزاعة عدم الحياد وقولوا نعم نحن لسنا محايدين بل نفخر بأننا غير محايدين معكم أنتم بالذات يا إخوان، ويكفى الفرص التى منحت لكم لكى تتطهروا من الكذب والغدر واللؤم وأهدرتموها وضيعتوا الفرصة التاريخية التى لن تتكرر بأن تندمجوا فى نسيج المجتمع وتعرفوا معنى الوطن والمواطنة وتغلبوا عقلية التسامح والانصهار والمستقبل على عقلية المؤامرة والسرية والإقصاء والثأر والعيش فى عقد الماضى وغريزة الانتقام من الشعب، وكأنه هو المسئول عن فشلكم، كفى الإعلام انسياقاً وراء وانسحاقاً أمام هؤلاء الإخوانجية وتحت أقدامهم، كفانا استعلاء منهم وهرولة وراءهم، كانوا يغلقون التليفونات فى وجوهكم عندما تكون هناك سبوبة إعلامية أفضل، فيها دولارات، وكنتم تصرون عليهم، كانوا يشترطون عليكم أن يستضافوا منفردين وكنتم ترضخون لطلباتهم، كنتم تستضيفون قتلة متقاعدين وإرهابيين على المعاش وكأنهم فلاسفة ومنظرون وخبراء استراتيجيون وتستمعون لهم باهتمام وكأنهم أنبياء، لا تقولوا لنا إنهم قد تابوا فربنا هو الذى سيحاسبهم على توبتهم، وهو سبحانه الذى سيحدد قبولها من عدمه، أما المجتمع فلن يسامحهم على الدماء التى سفكوها، لا حياد مع هؤلاء، الإعلام ليس شبحاً ملائكياً سابحاً فى اللانهاية، الإعلام موقف، نقل الأخبار حياد، لكن الرأى فى زمن الطوفان موقف وطوق نجاة وقارب إنقاذ، لا تطلب منى والنار تمسك بالجاكت أن أعدل رباط العنق، ألسنة اللهيب تمسك بالجدران والأسقف، فلا تطلب منى أن أكون محايداً وأن ألتزم الهدوء ولا أصرخ، عندما تضيع هوية الوطن يصير الحياد خيانة، عندما يصبح الدم مجرد وجهة نظر عند عصابة حينها يصبح الحياد عمالة وصفاقة.